مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهین 295 11 شواهد الربوبیة
مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهین، ص: 281
11 شواهد الرّبوبّیة
مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهین، ص: 283
بسم اللّه الرحمن الرحیم الحمد للّه الذى جعل نور معرفته نتیجة ایجاد الارواح و الاجساد، و تجلّى بقدسه لقلوب العارفین باسرار المبدأ و المعاد، و اوحى فی کل سماء امرها لادارة المتجسدة الکوکبیة لیتنوّر بها هذه البقاع و البلاد، و ینشأ منها تعمیر الارض بالحیوان و النبات و الجماد، و الغرض الاصلى منها نشوء الآخرة بخلقة الانسان لیستکمل بنور العلم و الایمان، و یعمل بما یجرده عن الاکوان، و یستعد لمجاورة الرحمن، و انما خلق من فضالته سائر المرکبات من الارکان، فسبحان من فاطر ما اقدسه و اعظمه! فاشکره على نعمائه المترادفة المتصلة، و آلائه المتتالیة المتوافرة، و استعیذ «1» به من مس الشیطان فی تحریر هذه العجالة، و اصلّى على نبیّه و آله المطهرین عن ارحاس الخواطر المضلّة، المحروسین فی سماء قدسهم و طهارتهم عن طعن اوهام الجهلة الضالة.
و بعد، فهذه «2» موجز «3» اشارات الى جواهر نفیسة زاهرة، و تلمیحات [الف- 1] الى فرائد ثمینة باهرة، ترشحت بامداد فضل اللّه العزیز المنان فی سحاب عالم العقل و الجود و الاحسان، و ترسخت و انعقدت فی صدف النفس الناطقة بالصدق و
مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهین، ص: 284
الایقان، ثم استخرجت بوساطة غوامض القوة الفکریة من قعر بحر الحکمة الى سواحل النطق و البیان، ثم ثقبت «1» الناطقة «2» کلّا منها بمثقب التدبیر و التحقیق و قوة التأمل و التدقیق، حتى اتسمت بسمة الاتساق و الانتظام، و اتصفت بصفة الائتلاف و الالتیام، و صارت بحمد اللّه صالحة لان تکون سبحات یسبّح بها المسبّحون فی جوامع القدس، او قلائد یتزین بها الحور العین فی مجامع «3» الانس.
فاقول و انا الفقیر محمد الشهیر بصدر الدین الشیرازى- نور اللّه بصیرته و شرح صدره-: انى بفضل اللّه و تأییده و حسن هدایته و تسدیده قد اطلعت بسبب کثرة المراجعة الى عالم الامر، و العکوف على باب الافاضة «4» و الرحمة، و طول المهاجرة عما اکبّ الیه «5» الجمهور و تلقّفوه «6» کما هو المشهور على مسائل شریفة الهیة و غوامض لطیفة سبحانیة، قلّما تیسّر لاحد الوقوف علیها [من] الافاضل الحکماء ممن کثرت ریاضته و اعظمت عند الناس منزلته، بل تفردت بمقاصد عالیة لم یتفق الاطلاع على فحواها و الاهتداء الى مغزاها، الّا ممن امتحنت «7» نفسه بالانقطاع عن اغراض الدنیا و ماتت غریزته عن الشهوات و الهوى. قد اودعنا بعضا من هذه المسائل متفرقة فی [ب- 1] کتب عدیدة و رسائل، و کثیرا «8» منها لا یمکننى النص علیها خوفا عن الانتشار فی الاقطار و قصور الطبایع عن درکها من المقال من غیر تهذیبها بنور الاحوال؛ و ذلک مما یوجب الضلال و الاضلال «9» و «12» هذه هى التى ساذکرها على سبیل الحکایة مجردة عن البراهین فی مشاهد مشتملة على شواهد، و کنّیتها «10» شواهد الربوبیة، رجاء ان تصیر باعثة على تشویق الطالبین لسلوک منهج الیقین بالتحصیل، و اللّه یقول الحقّ و یهدى السبیل، المشهد الأول «11»، و فیه شواهد:
(1): مسألة التوحید الخاصى الذى ذهب الیه العرفاء، و لم یبلغ الى درکه افهام جمهور الحکماء، و لم یتّفق لاحد فیها الکشف و العیان مع اقامة الحجة و البرهان.
مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهین، ص: 285
(2): مسألة التوحید العامى الحکمى، و البرهان العرشى علیه بوجه لا یرد علیه الشبهة المشهورة المنسوبة الى ابن کمّونة.
(3): تحقیق لوجود المثل الافلاطونیة «1»، و هذا مما لم یصل الیه احد من الحکماء الذین جاؤوا بعد «افلاطن» الالهى، بل کل من اتى بعده انکر هذه المسألة الى هذا الزمان، و کثیر من الحکماء شنعوا علیه بها، و ابلغوا فی التشنیع، سیما المعلم الاول فی تعلیمه، و ربما اوّلوها تأویلات عائدة غیر مرضیة.
[الف]: منها: انها عبارة عن العلوم التفصیلیة الحصولیة القائمة بذاته تعالى، على ما ذهب الیه المشّاء، أتباع المعلم الاول، کالشیخین ابى نصر و ابى على و من فى طبقتهما، و به اوّل المعلم الثانى کلام «افلاطون» فى رسالة «الجمع بین الرأیین» «2».
[ب]: و منها: انها عبارة عن عالم [الف- 2] المثال، کما زعمه بعضهم.
[ج]: و منها: انها اشارة الى طبایع الانواع من حیث هى هى، فظن انّه ذهب الى ان الکلى الطبیعى موجود فی الخارج بشرط لا شیء، بناء على انه موجود اذا اخذ لا بشرط، و لم یفرق بین اخذ الشیء مع قطع النظر عن کل ما یقارنه و بین اخذه مجردا عنها؛ و بهذا الوجه اول الشیخ فی الهیات «الشفاء» «3» المثل الافلاطونیة.
[د]: و منها: ما ذکره صاحب «حکمة الاشراق» من انها عبارة عن العقول التى هى واقعة فی سلسلة العرض، بناء على مذهبه «4» من ان الاجسام المخالفة نوعا یجب ان یکون مبادیها القریبة عقولا متکثرة بحسب تکثّر «5» انواعها، فکل نوع جسمانى نور عقلى هو مبدأ وجوده «6» و رب نوعه و مدبر اشخاصه. و هذا اقرب الوجوه المذکورة، الّا انها لیس ما رامه؛ فان لکل نوع عنده فردا قائما بذاته من سنخ سایر الافراد.
[ه]: و منها: انها عبارة عن نفس هذه الصور المادیة الشخصیة من حیث کونها
مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهین، ص: 286
حاضرة عنده، [و] من تلک الحیثیة لها ثبوت على وجه آخر غیر محتجب بالاغشیة المادیة. فهذه هى الوجوه المذکورة فی تأویل کلامه، و لیس شیء منها غرض افلاطن الالهى؛ و قد خصّنا اللّه تعالى بالهامه و اکرامه فی تحقیق هذا المقام، فالمسألة عندى فى غایة الوضوح و الانارة، و ذکرنا البرهان علیها فی کتابنا المسمى ب «الاسفار الاربعة» «1».
(4): ان اثر الجاعل هو نحو الوجود الخاص الصادر [ب- 2] عن الواهب جعلا بسیطا، و لیس المجعول نفس الماهیة مع قطع النظر عن الوجود، کما زعمه الاشراقیون؛ و لا صیرورة الماهیة موجودة کما ذهب الیه المشاؤون، فالوجود هو الصادر من الفاعل لانه الموجود بالذات دون المسمى بالماهیة لانها الواقع بالعرض بمنزلة الظل من ذى الظل، فهى المجعولة بالعرض کما حققناه فی موضعه، و قد أتقنّا «2» على هذا المطلب براهین قطعیة ذکرناها فی اسفارنا و فی «الحکمة القدسیة» «3».
(5): ان الوجود حقیقته «4» بسیطة واقعة فی الخارج بجمیع اشخاصه و خصوصیاته، و التفاوت بین اشخاصه و خصوصیاته یکون بالتأکد و الضعف، و التقدم و التأخر، و الغنى و الفقر؛ و لیس الوجود فی نفسه کلیا و لا معروضا للکلیة حتى یکون کلیا طبیعیا، و لا جزئیا واقعا تحت معنى نوعى او جنسى، و لیس شموله لجمیع الموجودات کشمول الکلى لجزئیاته، بل شموله و انبساطه على هیاکل الممکنات على نحو آخر لا یعلمه الّا الراسخون فی العلم.
(6): اثبات نحوین آخرین من التقدم سوى الخمسة المشهورة بین الفلاسفة، احدهما التقدم بالحقیقة، و الثانى التقدم بالحق؛ و قد ذکرناهما حدا و برهانا فی مقامهما.
(7): ان الصادر بالذات عن الحق الاول وجود المعلول الاول، و أمّا ماهیته
مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهین، ص: 287
المرکبة من جنسه و فصله فهى غیر صادرة عنه، لکنها لازمة لوجوده، و اللوازم عندنا غیر محتاجة الى جعل و تأثیر، و بهذا [الف- 3] یستقیم التثلیث المذکور فی صدور الموجودات الثلاثة عن المعلول الاول، اى الفلک الاول و نفسه و عقله، کما علیه الحکماء.
(8): ان طبیعة الوجود و ان کانت واحدة بسیطة بحسب الحقیقة، لکنها مختلفة بحسب الماهیات المتعددة «1» کل منها مع مرتبة من مراتبه سوى الوجود الاول الذى لم یشوبه «2» ماهیة أصلا، لانه صرف الوجود الذى لا أتم منه و هو الوجود الغیر المتناهى شدة، و فوق ما لا یتناهى بما لا یتناهى، فلا یحده حد، و لا یضبطه نعت ذاتى، وَ لا یُحِیطُونَ بِهِ عِلْماً، وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَیِّ الْقَیُّومِ «3».
(9): تحقیق علمه تعالى بالاشیاء على وجه عرشى اختصاصى، لیس کما ذهب الیه المشاؤون من ارتسام صور الاشیاء فی ذاته و تقریر رسوم الممکنات قائمة بذاته؛ و لا کما ذهب الیه الاشراقیون من کون مناط علمه الذاتى بالاشیاء الخارجة عن ذاته نفس وجودات تلک الاشیاء؛ و لا ما ذهب الیه المعتزلة القائلین «4» بثبوت المعدومات؛ و لا ما ذهب الیه افلاطن من کون علمه عبارة عن المثل القائمة بذاتها؛ و لا ما رآه فرفوریوس القائل باتحاد العقل [و العاقل] و المعقول؛ و لا الذى علیه المتأخرون من العلم الاجمالى على النحو الذى قرّروه فی کتبهم، بل کما افادنا اللّه سبحانه بطریق آخر غیر شیء من هذه الطرق المذکورة.
[10]: تحقیق القول فی الوجود الذهنى من ان قیام الصور الخیالیة بالنفس لیس بحسب الحلول حتى تکون النفس قابلة ایاها، بل بحسب الصدور [ب- 3] حتى تکون النفس فاعلة لها.
[11]: تحقیق القول باتحاد العاقل بالمعقول، حسبما هو المنقول عن
مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهین، ص: 288
فرفوریوس، بوجه سدید، لا یرد علیه ما اورده الشیخ الرئیس و من تأخر عنه، و هذا ایضا من المسائل الشریفة التى لا یصل الیها الانسان بقوة الفکر البحثى [من] غیر تصفیة الباطن و تهذیب السر.
[12]: تحقیق القول باتحاد النفس بالعقل الفعال بعد خروجها عن غشاوة الطبع و اتصافها بالکمال العقلى.
[13]: کیفیة اثبات ان العقل الفعال مع کونه سببا فاعلیا للنفوس الانسانیة و متقدما علیها، کذلک غایة مترتبة على وجودها و کمالها؛ و ثمرة حاصلة من استکمالها و انتقالها من ادون حالها «1» الى اعلى منازلها فی ارتحالها. و هذا امر عجیب فى غایة الغرابة کیف یکون جوهرا واحدا فاعلا متقدما على وجود شیء و غایة متأخرة عن وجود ذلک الشیء من غیر ان یتغیر ذلک الجوهر فی ذاته و صفاته المتقررة فی ذاته، لتعالیه عن الوقوع فی التجدد و الاستحالة! و ذلک لغایة سعة وجوده و بسط حقیقته، لکونه اثرا من آثار قدرته تعالى و من سکان عالم جبروته.
[14]: ان وحدة الموضوع- المعدودة من جملة الوحدات الثمانیة- المعتبرة فى شرایط التناقض یجب ان یقیّد بکونها فی موضوع جسمانى محسوس و الّا فوجود النقیضین لیس مستحیلا فی الموضوعات العقلیة التى لها نحو من الوجود، لا [الف- 4] یتزاحم فیه الموجودات، و لا یتزاحم فیه المتقابلات. فللوجود مراتب عجیبة و لکل مرتبة نحو آخر غریبة.
و بما ذکرنا ینکشف تجرد النفس و کونها فی ذاتها غیر جرمیّة، و بذلک یندفع بعض شبه الوجود الذهنى.
[ایضاح]: ان الصور النوعیة للجواهر الجسمانیة لیست مندرجة تحت جنس الجوهر و لا واقعة فی مقولة اخرى من المقولات التسع العرضیة، بل کل منها حقیقة بسیطة لا جنس لها و لا فصل، کالوجود.
مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهین، ص: 289
[15]: تجویز الحرکة من مقولة الجوهر، و انقلاب الشئ فی الاطوار الجوهریة الجمادیة و النباتیة کمادة الانسان المنقلبة فی الاطوار، لا على طریق الفساد و الکون بل على نهج الاستکمال، کما اشیر الیه فی القرآن العظیم: یا أَیُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّکَ کادِحٌ إِلى رَبِّکَ کَدْحاً فَمُلاقِیهِ «1».
[16]: ان عروض الموت الطبیعى للانسان لیس لأجل ما زعمته الطبیعیون و الاطباء من ان موجبه تناهى القوى الجسمانیة و انحلال القوى و اضمحلال المواد، لاحتمال ورود الامدادات المتوالیة «2» على المادة القابلة «3» من المبادى المجردة على سبیل الوساطة من النفس، کما فی تحریکات قوى الافلاک لموادها على سبیل توارد الاشراقات العقلیة و النفسیة مما فوقها. بل موت البدن انما یعرض للانسان لأجل توجه النفس توجها غریزیا الى النشأة الآخرة، و سلوکها سلوکا ذاتیا الى جهة المثالى، و رجوعها الى عالم الحق، فاذا ارتحلت من الدنیا الى الاخرة یعرض [ب- 4] الموت الطبیعى للبدن. فهذا معنى الموت الطبیعى للانسان.
و بیّنّا کما اشرنا استقلال النفس شیئا فشیئا بحرکتها «4» الذاتیة، و ترک استعمالها للآلات البدنیة کذلک، حتى تتفرد بذاتها، و یخلع البدن بالکلیة. و هذا المعنى لا ینافى الشقاوة الاخرویة بل یوجبه، فان الاتصاف بذمائم الصفات الحاصلة من کثرة المعاصى و التعذیب بالجهل و الکفر و امثالهما مما یستلزمه قوة الوجود و شدة الفعلیة و التحصل و حدّة البصر الباطنى- کما فی قوله تعالى: فَکَشَفْنا عَنْکَ غِطاءَکَ فَبَصَرُکَ الْیَوْمَ حَدِیدٌ «5». و کشف «6» الغطاء یحصل بالانسلاخ عن لباس البدن و حدّة البصر بقوة جوهر النفس.
[17]: ان حقیقة کل ماهیة ترکیبیة لیست الّا فصله الاخیر، و اما سایر الاجناس
مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهین، ص: 290
القریبة او البعیدة و باقى الفصول فهى من باب اللوازم، فهى و ان کانت داخلة فی حد الشیء لکنها خارجة عن ذات المحدود، و هذا مما جوزه المنطقیون فی بعض الحدود و قد ذکره الشیخ فی «الشفاء «1»» و مثّل ذلک باصبع الانسان و قوس الدائرة حیث ان مفهوم الانسان داخل فی حد الاصبع خارج عن حقیقتها.
[18]: ان صور العناصر غیر داخلة فی حقیقة المرکب الطبیعى کالجماد و النبات و الحیوان، بل هى من شرایط وجودها الکونى، و لیست داخلة فی قوام المرکب کما هو المشهور و علیه الجمهور، و لا متخلفة عنه کما زعمه بعضهم، و حکاه الشیخ الرئیس «2» و [الف- 5] ذکر ان هذا المذهب احدث فی زمانه و ذلک لشواهد «3» التحلیل بآلة القرع و الانبیق على بقاء تلک الصور.
[19]: مسألة المعاد الجسمانى «4» و هذا مما الهمنى اللّه به و فضّلنى على کثیر من خلقه تفضیلا، و لم اجد فی کلام احد من الاسلامیین و الحکماء السابقین و اللاحقین فى هذه المسألة ما یشفى العلیل و یروى الغلیل. نعم استفدناها من کتاب اللّه و حدیث نبیّه و عترته (ع) و وجدنا لمعات متفرقة فی کتب اکابر الصوفیة رضى اللّه عنهم و رضوا عنه ذلک لمن خشى ربّه.
[20]: تحقیق ماهیة القبر و عذابه و کونه امّا روضة من ریاض لجنة او حفرة من حفر النیران.
[21]: ان النفس الانسانیة انما تکون فی اول نشأتها بدنیة مادیة کسایر الصور النوعیة ثم یصیر مجردة ذاتا لا فعلا، ثم یصیر مفارقة عن الاجسام المحسوسة الکثیفة المادیة ذاتا و فعلا جمیعا عند الموت، فهى اما سعیدة و اما شقیّة- ان بقیت علاقته مع تلک الاجسام- و اما من جملة المقربین ان تجردت عن الاجرام و علائقها جمیعا بالکلیة.
النفس الآدمیة ما دام کون الجنین فی الرحم درجتها درجة النفوس النباتیة، و
مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهین، ص: 291
اذا خرج الطفل من بطن امه صارت نفسه بمنزلة نفوس سائر الحیوانات الى اوان البلوغ الصورى، ثم یصیر ناطقة بعد ذلک، فان کان فیها استعداد الارتقاء الى حد النفس القدسیة و العقل بالفعل، فاذا بلغت حد الاربعین و هو اوان [ب- 5] البلوغ المعنوى صارت نفسا قدسیة ان ساعدها التوفیق الالهى. فالجنین ما دام فی الرحم نام بالفعل، حیوان بالقوة؛ و اذا خرج من بطن امّه قبل البلوغ فهو حیوان بالفعل، انسان بالقوة؛ و اذا بلغ حد البلوغ الصورى فهو انسان بالفعل ملک بالقوة. و اما مرتبة القوة القدسیة فربما لم یبلغ من الوف من افراد الانسان واحد الیها.
[22]: مسألة المعراج الانسانى و تحقیق عروج رسول اللّه صلى اللّه علیه و آله ببدنه الشریف و هیکله المحسوس الى عالم السماء، على وجه لا یوجب خرق الافلاک و لا فقدان بدنه المبارک فی المدینة الطیبة.
وقع الشک لبعض العرفاء، [فى] انه عرج رسول اللّه صلى اللّه علیه و آله بقالبه فی طبقات الاجرام العالیة، او اتّسع عرصة قلبه و انشرح حتى ادرجت فیه السماوات. و المذهب المنصور انه عرج بقالبه المتصف بصفة قلبه، لغلبة روحانیته على جسمانیته، کقول القائل «1» ...:
رقّ الزجاج و رقّت الخمر فتشابها و تشاکل الامر
... سوى فی جسمه و شخصه، و نهض طائر همّته و ذکره و تعظّله، و ازعجه فرط حیاته و شوقه من الامن و البین «2» حتى وطن و توطن حریم قاب قوسین.
[23]: ان النفس الانسانیة مشتملة على اجزاء ثلاثة، لکل «3» منها نشأة اخرى، احدها: فى جواهر هذا العالم؛ و ثانیها: فى عالم البرزخ؛ و ثالثها فی عالم القدس.
فالاول: [الف- 6] طبع؛ و الثانى: نفس؛ و الثالث: عقل بلسان الحکمة، و روح بلسان الشریعة. و ان شئت قلت: الاول صدر؛ و الثانى قلب؛ و الثالث نور.
مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهین، ص: 292
[24]: ان حقیقة الانسان نوع واحد فی هذه النشأة، و انواع کثیرة فی النشأة الثانیة غیر محصورة فی عدد، الّا ان اجناسها اربعة «1»، لانها اما ان تصیر من جنس الملائکة اذا غلبت علیه صفة العلم و الحکمة؛ و اما ان تصیر من جنس الشیاطین اذا غلبت علیه الشهوة، او من جنس السباع اذا غلبت علیه صفة الغضب و الانتقام و حب الریاسة.
[25]: ان النفس الانسانیة تنزل الى درجة الحواس عند ادراکها لمحسوسها فتصیر عند الابصار عین القوة البصریة، و عند السماع عین القوة السمعیة، و هکذا فى بواقى الحواس، حتى القوة الالهیة و القوة التى تباشر التحریک فی العضلات. و کذا ترتفع عند ادراکها للمعقولات الى درجة العقل الفعال و تتحد به على نحو یعلمه الراسخون فی العلم، و من لم یبلغ الى مقامهم یزعم انه یلزم من اتحاد النفوس الاخرة، «2» و کذا لزوم تعقل النفس جمیع ما یعقله العقل الفعال. و بیّنا کل ذلک على القصور عن نیل هذا المرام و عدم الاطلاع على البرهان النیّر العرشى الکاشف لحجب الاوهام.
[26]: الصور لمرئیة فی المرایا «3» لیست منطبعة فیها، سواء کانت فی «4» سطوحها او فی اغوارها کما زعمته [ب- 6] الطبیعیون. و لا موجودة [منها] کما ذهب الیه الریاضیون القائلون بخروج الشعاع البصرى و اتصالها بالاشخاص الخارجیة. و لیست موجودة فی عالم المثال کما رآه الاشراقیون؛ بل موجودة فی هذا العالم وجودا بالعرض لا بالذات، فوجودها ظل لوجود الشخص «5» الخارجى بحسب الخارج لا بحسب نشأة اخرى، و لو کانت کما ظنه الاشراقیون لکانت من قبیل سائرة النائم فی نومه حیث لم یکن له وضع خارجى، و هذه لیست کذلک لکونه قابلة للاشارة الحسیة.
[27]: لمیة اختصاص المنطقة بموضع جزء معین من الفلک دون غیرها مع بساطة جسمه و وحدة طبیعته، و کذا اختصاص کل فلک بجهة معینة فی حرکة «6» الخاصة دون سائر الجهات، و کذا حصول کوکب او تدویر فی جانب مخصوص دون
مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهین، ص: 293
سایر الجوانب، و کل ما یجرى هذا المجرى فی الاجسام البسیطة؛ فحققنا الامر و بیّنّا الحکمة و السر على وجه «1» تطابق الاصول و القوانین، و لم یلزم ما توهمه المتکلمون من جواز الترجیح من غیر مرجح اصلا.
[28]: کشف الحقیقة فیما ورد فی مواضع من الکتاب العزیز من خلق السموات و الارض و ما بینهما فی ستّة ایام «2»؛ و هذا شیء عجزت عن بیانه اهل التفسیر و اعترفوا بالعجز عن فهمه.
[29]: حمل متشابهات القرآن على ظاهر معناه، و حمل الفاظ التشبیه على مفهومه الاول [الف- 7] من غیر لزوم التجسم و التشبیه على البارى کما ذهب الیه الحنابلة و المجسمة «تعالى عمّا یقول الظّالمون علوّا کبیرا» «3». و هذا من عظایم العلوم الکشفیة، فان الناس من باب متشابهات القرآن بین حیارى و عمیان. فمنهم من اول الجمیع بتأویلات عقلیة حتى الامور الاخرویة من الجنة و النار و الحساب و المیزان.
و منهم من حمل الجمیع على المفهوم الاول کاصحاب احمد بن حنبل من دون محافظة على تنزیهه سبحانه عن الجسمیة و لوازمها. و منهم من اول البعض و قرر البعض، فکل ما ورد فی باب المبدأ اوّلوه، و کل ما ورد فی باب المعاد قرروه «4» و ابقوه على ظاهر مفهومه، لانهم لم یدخلوا البیوت من ابوابها، و لم یأخذوا علم القرآن من اللّه و رسوله، بل اخذوه من الالفاظ و نقل محسوس عن محسوس، و اخذ بیت عن بیت کابدان و اجساد یتّکى بعضها على بعض و یتصل بعضها ببعض.
[30]: اثبات کون العقل کل الموجودات کما ذهب الیه الاوائل بوجه برهانى.
[31]: تحصیل الترکیب الاتحادى بین المادة و الصورة، و کذا اتحاد النفس و البدن على وجه وجیه، لا کما قرره صدر المدققین فی حاشیة «التجرید».
مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهین، ص: 294
[32]: اثبات حرکة النمو و الذبول فی النبات و الحیوان على وجه لا یرد علیه الاشکات التى عجزت کافة المتأخرین «1» عن حلها حتى انکر [ب- 7] صاحب الاشراق الحرکة الکمیة فی النمو و الذبول «2»، و ارجعها الى الحرکة الاینیة لاجراء الغذاء فى الدخول او لاجراء المغتذى فی الخروج.
[33]: اقامة البرهان العرشى على ثبوت العلم الحضورى الاشراقى للبارى جل ذکره.
[34]: اثبات العلم الحضورى النورى للنفس بالنسبة الى الحواس الظاهرة، و ان فاعلیته فی استعمال الحواس لیست بالطبع و لا بالجبر و لا بالقسر و لا بالقصد و لا بالتسخیر و لا بالعنایة، بل بالرضاء.
[35]: المبدأ الفاعلى بالنسبة الى الماهیة الموجودة فاعل، و بالنسبة الى نفس الوجود المفاض علیها مقوم لا فاعل، لان هذا الوجود غیر مباین له، و امّا بالنسبة الى الماهیة اذا اخذت من حیث هى هى فلا یوصف بسببیة و لا تقویم، و لهذا ما شمّت الاعیان الثابتة رائحة الوجود: إِنْ هِیَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّیْتُمُوها أَنْتُمْ وَ آباؤُکُمْ «3».
[36]: اتصاف العقول المفارقة بالامکان لیس فی نفس الامر بل بحسب اعتبارها بذاتها، مع قطع النظر عن استنادها الى جاعلها فهى ممکنة بحسب مرتبة من مراتب نفس الامر لا فی نفس الامر؛ و لا محذور فیه؛ و ذلک لان الامکان عبارة عن سلب ضرورة الوجود و العدم، و سلب الشیء عن بعض مراتب نفس الامر لا یوجب سلبه عن الواقع؛ فالمبدعات ضروریة الوجود فی الواقع و هى ممکنة الوجود فی بعض الاعتبارات.
[37]: فى [الف- 8] ان اصحاب النار بالاصالة هى النفس و الهوى و الشیطان، و غیر هؤلاء لیس من اصحاب النار الذین هم اهلها، فان النفس ما دامت متعلقة بامور الدنیا و لذّاتها هى نار معنویة محرقة به تطّلع على الافئدة، و الهوى شعلة منها، و
مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهین 312 11 شواهد الربوبیة
مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهین، ص: 295
الشیطان اصل النیرانات الاخرویة و الدنیویة؛ و فی الحدیث: إنّ نارکم غسلت سبعین مرّة- الحدیث.
[38]: دفع «1» الشبهة الواردة على قاعدة الامکان، و هى لزوم تحقق ممکن اشرف من النور الاقرب، و کذا لزوم انوار عقلیة غیر متناهیة واقعة بین کل نور عقلى علة و نور عقلى آخر معلول له، متفاوتة فی شدة النوریة و ضعفها، و کون غیر المتناهى محصورا بین حاصرین.
[39]: تحقیق کون هیولى العناصر واحدة بالشخص مع کونها معنى جنسیا مبهما باعتبار، و قوة محضة باعتبار آخر.
[40]: تحقیق کون صورة الجوهر فی الذهن جوهرا بالماهیة و کیفا ایضا بالذات لا بالحقیقة کما رآه سید المدققین، و لا بالمجاز و التشبیه کما رآه العلامة الدوانى، فمذهبنا ههنا امر بین امرین و توسط بین الطرفین. هذا فی بحث الافکار البحثیة. و اما مذهبنا من جهة العلوم المتعالیة عن اسلوب المناظرین فی هذه المسألة فشیء آخر، و هو ان للنفس «2» عند ادراکها للحقایق الجوهریة العقلیة و طبایع انواعها یقع بصرها العقلى على جواهر مفارقة و مثل نوریة، یکون [ب- 8] هذه الجواهر المحسوسة ظلال تلک المثل النوریة فیعلمها علما حضوریا شهودیا، الّا انها لمّا کانت عالیة بعیدة السمک عن عالم النفس الانسانیة المتعلقة بالغواشى المادیة، لم یکن للنفس ان تنالها کما هى علیها من شدة التحصیل و کمال الوجود بل على وجه الابهام و احتمال الشرکة بین کثیرین- کسایر المعانى الذهنیة- فان ضعف الادراک ربما یوجب تطرق الابهام و الاشتراک فی المدرک بحسب اعتقاد المدرک و ان کان هو فى نفسه امرا متعینا شخصیا، او لا ترى انک اذا رأیت شبحا من بعید کیف یجوز حینئذ کونه زیدا او عمرا او حیوانا غیر انسان او نباتا أو حجرا، فکلما قرب منک او
مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهین، ص: 296
اخذت بصرک قل الاشتراک و سقط الاحتمال حتى یختص بواحد معیّن کما هو فی الخارج، و کذلک ادراکها للامور المتعالیة و الجواهر العقلیة.
[41]: تحقیق ما ذکره المنطقیون من ان الحد و البرهان متشارکان فی الحدود.
[42]: اثبات حدوث العالم الجسمانى ببرهان عرشى.
[43]: کون موضوع العلوم الطبیعیة «1» نفس الحرکات او المتحرکات بما هى متحرکات، و ان جمیع الجواهر الحسیة من حیث کونها حسیة و کذا اعراضها واقعة فى الاستحالة و الانقلاب و السیلان، فهى دائمة فی الحدوث و التجدد، و کل ما هذا شأنه فهو من الدنیا، و الآخرة دار القرار.
[44]: دار [الف- 9] الآخرة نشأة اخرى لیست منسلکة مع هذه الدار فی مسلک واحد، فمکانها لیس من جنس امکنة هذه الدنیا و لا فی جهة منها و کذا زمانها لیس من جنس هذه الأزمنة، و لا واقعا منها فی استقبالها بل کل من الدنیا و الآخرة عالم تام لا یعوزه شیء من خارج.
[45]: الدنیا و الآخرة متضائفتان، من فهم مفهوم الدنیا و مسمّاها فهم مفهوم الآخرة «2» و مسمّاهما، وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَکَّرُونَ «3».
[46]: تحقیق کون الآخرة فی داخل حجب السماوات لا فی خارجها. اجساد هذا العالم قابلة لنفوسها على سبیل الاستعداد، و نفوس عالم الآخرة فاعلة لا بذاتها على سبیل الایجاب و اللزوم، ففى هذا العالم یرتقى الابدان فی استعداداتها لموادها الى حدود النفوس، و فی الآخرة تتنزل النفوس الى منازل الابدان.
[47]: الفعل فی هذا العالم اشرف من القوة، و القوة فی الآخرة اشرف من الفعل، و القوة ههنا لأجل الفعل، و الفعل هناک لأجل القوة، لان هذا العالم دار الانعکاس.
[48]: جوهر النبوة مشتمل على مراتب ثلاثة، کل منها شخص کامل فی نوعه، فالنبى صلى اللّه علیه و آله ملک و فلک و ملک، کما فصّلناه و اوضحناه فی تفسیرنا لسورة
مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهین، ص: 297
الجمعة «1».
[49]: تحقیق ان النبى صلى اللّه علیه و آله خادم للقضاء الالهى کما ان الطبیب خادم للطبیعة، کما اشار الیه صاحب «فصوص الحکم» رضى اللّه عنه.
[50]: تحقیق قوله تعالى: یَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَیْرَ الْأَرْضِ «2».
[51]: بیان اجتماع الخلائق کلهم من اول [ب- 9] الدنیا الى آخرها فی ساهرة «3» واحدة یوم الحشر عند الرب تعالى.
[52]: تصحیح کون مبادى الموضوع لعلم واحد قد تکون من عوارضه الذاتیة من غیر لزوم توقف الشیء على نفسه، کاثبات المبادى الفاعلیة و الغائیة و المادیة و الصوریة فی العلم الالهى للموجود بما هو موجود، و هو موضوع هذا العلم «4»، و لا حاجة فی ذلک الى العذر الذى ذکره الشیخ الرئیس فی الهیات «الشفاء» «5» من ان المبادى المذکورة لیست مبادى لجمیع الموجودات بل لبعضها، و هو الوجود المعلول.
[53]: الکلى الطبیعى- اى الماهیة لا بشرط شیء- لیس موجودا فی الخارج بالذات کما علیه جمهور الحکماء، و لا هو معدوم فیه اصلا کما علیه المتکلمون، بل هو موجود فی الخارج بالعرض اى بتبعیة الوجود کالظلال، و کذلک فی الذهن موجود بالعرض.
[54]: معنى وجود الاشیاء فی الذهن و انحفاظ ماهیاتها فی نحوى الوجود عندنا لیس الّا ان الانسان مثلا اذا تصوره العقل حصل عنده شیء و یصدق علیه مفهوم الحیوان الناطق بالحمل الاولى الذاتى لا بالحمل المتعارف حتى یکون الموجود فی الذهن جوهرا نامیا متحرکا حساسا ناطقا، فالموجود من الانسان فی
مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهین، ص: 298
الذهن عندنا فرد من الکیفیات النفسانیة، و مفهوم جوهرى و لیس من افراد الجواهر.
[55]: الاجناس العالیة لیست معانیها افرادا لانفسها و هو ظاهر [الف- 10]، و لا المعانى الکلیة المترکبة منها و من معانى الفصول افرادا لانفسها، بل یحمل انفسها علیها حملا اولیا ذاتیا لا غیر.
[56]: تحقیق ان علمه تعالى بالجزئیات المادیة على وزان فاعلیته لها على وجه عرشى.
[57]: اثبات الشعور و التسبیح فی جمیع الموجودات حتى الجماد و النبات على وجه لم یتیسر لاحد من قبلى من الحکماء و الصوفیة الّا الاولیاء من اهل اللّه.
[58]: العالم کله تسبیحة واحدة للبارى- جل اسمه- بوجه، و مسبّح له باعتبار آخر.
[59]: البرهان العرشى على کون الجسمیة المقداریة مناط الموت و الجهالة، لان کل جزء منه مفقود عن سایر الاجزاء، و هى ایضا مفقودة عنها، و هکذا الکلام فى اجزاء الاجزاء، و اجزاء اجزاء الاجزاء الى غیر النهایة، فالکل غایب عن الکل، و لیس الکل الّا عین الاجزاء، و کل امر جسمانى من حیث کونه جسمانیا حاله هذا الحال من کونه غایبا عن ذاته غیر شاعر بذاته الّا ان الجسم هکذا بالذات و الجسمانى هکذا بالعرض، فالنفس بقدر تعلّقه بالبدن یکون مائتة، و بقدر تجردها عنه حیّة درّاکه فعّالة.
[60]: الوجود فی کل شیء عین العلم و القدرة و سائر الکمالات الوجودیة اللازمة للموجود بما هو موجود، فى کل بحسبه.
[61]: وجود الجسم بما هو جسم عین اتصاله و امتداده، و کذا الوحدة الشخصیة فیه؛ فلا یرد نقصا على برهان النفس من جهة ادراکها للمعانى الغیر المنقسمة [ب- 10]، بناء على انها لو انقسمت یوجب انقسامها انقسام ما حلّ فیها
مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهین، ص: 299
من المعانى، و قد فرضت غیر منقسمة؛ هذا خلف، و ذلک لان وحدة «1» الجسم نفس الجسم کما اصّلناه.
[62]: ابطال ما ذکره المحقق الخفرى فیما ادعاه من البرهان على وجود «2» الصانع من غیر الاستعانة بابطال التسلسل، و هو قوله: «لو انحصرت الموجودات فی الممکنات لکان وجود ما متوقفا على ایجاد ما، و ایجاد ما على وجود ما»، و کذا قوله: «للموجود بما هو موجود علة، و الّا لزم تقدم الشیء على نفسه»، و ذلک لما اشرنا الیه سابقا: ان تقدم الشیء على نفسه انما یستحیل فی الواحد العددى لا فى الواحد النوعى و اشباهه، و مرجع التناقض الى الاول لا الى الثانى.
[63]: القول بنفى التشکیک بالاقدمیة لا یجامع القول بالجاعلیة و المجعولیة بین الماهیات الجوهریة، کما علیه بعض المتأخرین کصاحب حواشى «التجرید» و من وافقه من الجمع بین هذین القولین.
[64]: تحقیق کثرة الصفات الکمالیة و الاسماء الحسنى للّه سبحانه، لا کما ذهب الیه الصفاتیون من الاشاعرة، و لا کما هو طور الحکماء القائلین بنفى الصفات الحقیقیة و ارجاعها الى نفس الذات الواجبة؛ و لیس المراد من قول امیر المؤمنین علیه السّلام: کمال التّوحید نفى الصّفات [عنه] «3» ما یرجع الى قول الحکماء بل امر آخر احتجبت عن درکه الافهام و لا یبلغ الى غوره عقول الاقوام.
[65]: ذات البارى جلّ اسمه [الف- 11] لا حدّ له کما لا برهان علیه و لا وضع له اسم، و اما صفاته الکمالیة فمما یوجد لبعضها حد و برهان. و اما مفهوم لفظة الجلالة و معناها فوجود جمیع الموجودات برهانه، و حدود جمیع الممکنات واقعة فى حدوده؛ و هذا ایضا من الامور التى یحوج درکها الى فطرة اخرى.
[66]: ان الانسان یتنوع باطنه و نفسه فی کل حین کما دل علیه قوله سبحانه:
بَلْ هُمْ فِی لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِیدٍ «4». و اکثر الناس فی لبس و غطاء من الاعتراف بهذا
شاهرودی مباحث مربوط به تدریس اینجانب مانند سرفصل ها، عناوین پژوهشهای مربوط به درس، پژوهشهای دانشجویان در زمینه های فلسفه و عرفان و سایر دروس رشته فلسفه و حکمت اسلامی به منظور استفاده دانشجویان علاقمند ارائه خواهد شد |